انفراد..تفاصيل حصرية حول أسباب إغلاق دار شباب أصيلة
مازالت مدينة أصيلة محرومة من خدمات دار الشباب، التي كانت توفر فضاءها في وقت سابق لشباب المدينة، بسبب تهاوي البناية التي أصبحت اهلة للسقوط في أي وقت.
دار شباب أصيلة التي مرت مدة طويلة على إغلاقها، دون إقدام وزارة الشبيبة والرياضة، على إيجاد حل، أصبح على وشك تحوله إلى “خربة”، في ظل صمت وتجاهل غير مفهوم للمسؤولين على هذا القطاع، مع العلم أن المدينة لا تتوفر على فضاءات مماثلة، لكي تفتح أمام الشباب التعبير عن مواهبهم، فرغم أن الفضاء كان صغيرا، إلا انه كان ملجأ للعديد من الشباب، لممارستهم هواية المسرح، ولعب كرة الطاولة وعقد الإجتماعات وتنظيم بعض الندوات بها.
هذا ويتساءل عدد من نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي بأصيلة، عن الأسباب الحقيقية التي تدفع المندوبية الجهوية لوزارة الشبيبة والرياضة بمعية الوزارة الوصية، عن عدم الاهتمام بهذا الفضاء والتسريع في وثيرة إعادة تهيئته.
ووفق مصدر “زيلاشي” فإن دار الشباب الوحيدة المتواجدة بوسط المدينة تعتبر متنفسا مهما للشباب، مشيرا إلى أن إغلاق هذه المؤسسة يشجع الشباب على السقوط في منحدر الآفات الاجتماعية الخطيرة كتعاطي المخدرات التي تعود بالسلب عليهم وعلى المجتمع.
وأمام هذه الأوضاع طالب الدكتور عبد المالك عليوي، في تدوينة على حسابه في فيسبوك، من السلطات الوصية وفي مقدمتها وزارة الشباب، بضرورة التدخل العاجل لوضع حد لمعاناة مرتادي هذه المؤسسة في أقرب الآجال.
من جهته طالب أحد فعاليات المجتمع المدني بأصيلة، أكد في تصريح خص به الجريدة الإلكترونية “زيلاشي”، ففي الوقت الذي تتغنى فيه الدولة بضرورة التنمية البشرية عبر نمودج التنموي الجديد، والإهتمام بالشباب، نجد عكس ذلك في أصيلة، ولعل فضاء دار الشباب نمودج حي على ذلك.
جدير بالذكر أن مدينة أصيلة أصبحت تفتقد للأماكن الترفيهية والثقافية مثل ملاعب القرب ودور الشباب، وهي أدوار وجب على السلطات ووزارات المعنية الإهتمام، بها، فهل تترافع برلمانيتي المدينة على هذه المطالب الانية للساكنة؟.
هذا وقد حصل موقع “زيلاشي” على معطيات حصرية حول أسباب إغلاق دار شباب أصيلة، ففي سنة “2009” برز مواطن إسمه “إشبال” طالب بإسترجاع الملك العمومي الذي يخص العقاري المبني عليه دور الشباب، بالإضافة الى الأرض المبنية عليها كل من مسجد الحسن الثاني وأيضا حديقة مولاي رشيد، الأمر الذي دفع وزارة الشبيبة والرياضة البحث عن سبل التي تجعلها الحصول على العقار بإسمها بشكل مباشر ، وهو الأمر الذي تمكنت منه، كما تمكنت وزارة الأوقاف من اخد بشكل رسمي العقار المبني عليها مسجد الحسن الثاني، وايضا تمكن المجلس الجماعي من أخد الحصول بشكل قانون على العقار الذي شيدت عليه حديقة مولاي رشيد.
مصادر الجريدة الإلكترونية”زيلاشي”، أكدت أن البناية أي -دار الشباب- بدأت تتعرض لتشققات، الأمر الذي جعل الوزارة المعنية أن تدخل في اتفاقية سنة 2016، مع المجلس الجماعي لمدينة أصيلة، من خلال تخصيص الأخيرة أي المجلس الجماعي لمبلغ 300 مليون سنتيم ، إلا أن مستجدات برزت جعلت وزارة الشبيبة والرياضة تتأخر في توقيع الإتفاقية الأمر اذي لم يحصل، حيث حول المجلس الجماعي المبلغ المخصص لإعادة هيكلة دار شباب أصيلة، لمشروع إجتماعي أخر.
ووفق لذات المصادر، فإن لجنة المباني الأهلة للسقوط أوصت بضرورة إجراء خبرة تقنية على المبنى، وهو الأمر الذي قامت به الوزارة المعنية حيث تقرر بعدها إغلاق المبنى، من أجل إعادة هيكلته والعودة إلى الإشتغال.
ذات المصادر أكدت أن البناية بعد إغلاقها بدأت أجزاء منها في التساقط والإنهيار، إلا أن اجتياح جائحة كورونا لبلادنا ساهمت في إغلاق المبنى الوحيد، وعدم القيام لحدود الساعة بأي إصلاحات أو إعادة البناء، حسب أحد المختصين الذين أكدوا أن دور شباب أصيلة لا تحتاج إلى حلول ترقيعية، بل يجب إعادة بنائها بشروط تراعي حاجيات الشباب بالمدينة.
هذا وقد علم “الزيلاشي”، أن وزارة الشبيبة والرياضة، قد عقد اتفاقية مع الإتحاد الأوربي لإعادة هيكلة وإصلاح 69 دور شباب بالمغرب، من بينها دار شباب أصيلة على أساس أن جل البنايات سوف تكون جاهزة قبل 2025، فيما دار شباب أصيلة من بين البنايات التي أعطيت لها الأولوية، إذ من المفترض أن تكون جاهزة نهاية سنة 2022 على أبعد تقدير.
وفي ظل هذه المعطيات، يتساءل عدد من متتبعي الشأن المحلي، هل بالفعل سوف يصبح لأصيلة خلال السنة المقبلة دور شباب بمواصفات عالية وحديثة قادرة على الإجابة على حاجيات الشباب؟ أم الإهمال والنسيان سوف يبقى العنوان الأساسي لهذه الدور؟.
وأمام التطور الذي تعرفه المدينة على مستوى العمران ومستوى البنيات التحتية، هل يترافع المسؤولين بالمدينة من أجل توفير فضاءات أخرى خاصة بشباب المدينة، تكون قادرة على تلبية حاجياتهم، واستوعاب مواهبهم؟