هل ساهم “مورو” في قتل رمزية حزب “الحمامة” بأصيلة؟
يعيش حزب التجمع الوطني للأحرار بمدينة أصيلة، أسوء حالته السياسية والتنظيمية، خصوصا في ظل النتائج المحصل عليها بعد الإستحقاقات الإنتخابية 8 شتنبر الماضي، وهي النتائج التي أعتبرت الأسوء في تاريخ حزب الحمامة بأصيلة لأزيد من 40 سنة مضت.
العديد من المتتبعين للشأن السياسي المحلي بأصيلة، يؤكدون أن حزب الأحرار في ست السنوات الأخيرة بدء يتراجع بشكل خطير وملفت للنظر، وذلك لأسباب تنظيمية وداخلية محضة، فهناك تحولات عديدة ساهمت في “الإندثار” السياسي للحزب الحاكم بالمغرب.
فالحزب لمدة تفوق 30 سنة كان يساهم في عملية تسيير المجلس الجماعي بأصيلة، خصوصا أن الرئيس الحالي محمد بن عيسى، منذ أن قرر في التسعينيات من القرن الماضي الترشح بشكل مستقل كان يتحالف مع الحزب الذي كان ينتمي له، وبالتالي ضمان مقاعد جد مريحة للمستشارين الجماعيين بأصيلة في الأغلبية، إلا أن التحول بدء في سنة 2015 عندما قررت الأغلبية التحالف مع حزب الأصالة والمعاصرة، الأمر الذي ساهم في حصول حزب “مزوار” أنداك على مقعدين فقط وبالتالي كان المكان الطبيعي لهم هو المعارضة.
إن حزب الأحرار، الذي كان يعتبر مدينة أصيلة من أهم القلع الحزبية على المستوى الوطني والجهوي، يعيش اليوم في عهد المنسق الإقليمي للحزب ورئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة “عمر مورو”، وضعية سياسية صعبة، حيث لم يستطع المساهمة في تجاوز الإشكالات التي يعتبرها العديد إشكالات ذاتية محضة غير قائمة على الجدال والإختلاف السياسي، بقدر ما هو خلاف ذاتي بين”جبابرة السياسة” كل واحد يريد تكسير العظام للأخر.
مورو إذن فشل في أن يلعب دور المجمع بإعتبار عضو المكتب السياسي للحزب والمنسق الإقليمي، ليدخل فرع أصيلة في سبات عميق، فبعدما جمد عضويتي مناضلين ينتميان لحزبه كان في معارضة الأغلبية بالمجلس الجماعي لأصيلة، صدم الجميع من خلال حصد 0 مقعد من أصل 25 دائرة انتخابية، خلال الإستحقاقات الأخيرة.
ومن بين أهم الخيبات التي حصدها المعني بالأمر، فشل حزبه في تغطية 25 دائرة انتخابية، في الوقت الذي تمكن من تغطيتها كل من حزب الأصالة والمعاصرة وتحالف الإتحاد الدستوري والعدالة والتنمية وحزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية، كما أن أبرز مناضليه غادروا الحزب بسبب تجاهله لهم حسب تصريحهم للجريدة الإلكترونية “زيلاشي”.
فهل ساهم “مورو” الذي يشغل منصب رئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة في قتل رمزية حزب التجمع الوطني للأحرار بأصيلة؟ وهل ينتقم ذات الرئيس من أصيلة وحرمانها من دعم المشاريع التنموية على خلاف الرئيسة السابقة فاطمة الحساني؟