خوفا من إضطهاد محاكم التفتيش..هكذا “عَمَّرَ” اليهود مدينة أصيلة
تعتبر مدينة أصيلة من أقدم المدن المغربية، فهي المدينة الضاربة في القدم، والتي استقبلت عددا هاما من الحضارات، كما اعتبرت مهدا للعديد من الديانات، فهي المدينة التي استطاعت أن تخلق فضاءا للتعايش بين المسلمين والمسيحيين واليهود أيضا.
ففي أواسط القرن الخامس عشر انتقلت إلى المدينة عدة أسر يهودية من البرتغال فرارا من الاضطهاد المتمثل في محاكم التفتيش داخل وطنها الأصلي.
وبعد عقود أصبحت هذه الأسر في مصاف الأسر الغنية بالمدينة وهذا ما أدى إلى تغير علاقتها بالسلطة البرتغالية وبالتالي عودة العديد من هذه الأسر إلى البرتغال أو سفرها إلى المستعمرات البرتغالية بالعالم الجديد.
ففي أواخر القرن العشرين قدرت نسبة اليهود من سكان المدينة ب 5 بالمئة فقط من السكان ولهذا فقد كانوا مختلطين بالمسلمين ولا يوجد لهم ملاح خاص حيث كان معظمهم يوجدون بأحياء المدينة.
وقد استمر عددهم بالانخفاض لاسيما بعد بداية هجرتهم، إذ من الملاحظ أنه بخلاف معظم يهود شمال المغرب، هاجر معظم يهود أصيلة نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ومن أهمر أثر تواجدهم بمدينة أصيلة، المقبرة اليهودية بحي لاللة رحمة والتي لا تزال تعد مزارا يهوديا يحج إليه المئات من اليهود سنويا للترحم على موتاهم وتقديم القرابين عنهم.
ويشاع أن يهود أصيلة عند مغادرتهم للمدينة، تركوا عددا من ممتلكاتهم أبرزها بعض “الأراضي والمساكن بمدينة القديمة…”، استغلها بعد ذلك بعض سكان المدينة