بن عيسى:نجاح تجارب معينة في الغرب ليس مضمونا تكرارها في المجتمعات المسلمة
اعتبر الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة ووزير الخارجية السابق “محمد بن عيسى”، اول أمس الأحد 8ماي الجاري، بأبوظبي، أن ما نجح فيه الغرب ليس مضمونا تكراره في المجتمعات المسلمة، مؤكدا مع ذلك أن السعي نحو طموح مشروع يعكس إرادة المسلمين “ليس مجرد أضغاث أحلام”.
وأكد رئيس المجلس الجماعي لأصيلة ، ضمن مداخلة له خلال الجلسة الوزارية المنظمة في إطار المؤتمر الدولي الثاني للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، الذي افتتحت أشغاله الأحد الماضي في العاصمة الإماراتية، أنه من أجل انتقال المسلمين من حالات التشظي، والانقسام والاحتراب أحيانا، نحو التكامل والتآزر والانتظام في بوتقة متماسكة ينبغي أولا النظر إلى الدين الإسلامي في معناه الحضاري والأنثروبولوجي العام.
وأضاف بن عيسى، بهذا الخصوص، إلى أن الثقافات والحضارات الإسلامية، بعيدا عن العبادات والمعتقدات، هي في الأصل حقوق للإنسان فردية وجماعية، تشكل الإطار الواقعي المتقاسم بين كافة المسلمين، بغض النظر عن أسلوب تدينهم، وطرق إبراز هويتهم، وأيضا التشبث بموروثهم الحضاري.
وقال ذات المتحدث : “بما أنه يكاد يكون مستحيلا قيام مشروع اتحادي في ظل سيادة الجهل والأمية، وافتقاد المتطلبات الدنيا للعيش الكريم، فإنه لا بديل لمحو هذا التخلف من إشاعة المعرفة ونشر التعليم على أوسع نطاق بين الفئات الشعبية في المجتمعات المسلمة، لتمكينها من مساءلة ماضيها المعتم لبناء مستقبل مشرق”.
بن عيسى أكد في معرض حديثه:”أن الشعوب المتقدمة في عالمنا المعاصر كسبت رهانات التقدم ، لأنها سارت في اتجاهين، أولهما تغيير العقليات وثانيهما مساءلة منظومة القيم المجتمعية المهيمنة، بمراجعتها جذريا في أفق توطين الثقافة الديمقراطية، وما يرافقها من قيم العدالة والمساواة والتسامح وقبول الآخر”.
من جهته يبحث المؤتمر الدولي الثاني للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، الذي نظم على مدى يومي09 و10 ماي الماضي، سبل إسهام الوحدة الإسلامية، في تحقيق التقدم العلمي، والقضاء على الفقر، والتصدي للتطرف والتعصب.
كما يناقش المؤتمر الذي ينظم في موضوع “الوحدة الإسلامية: المفهوم، الفرص والتحديات”، السبل الكفيلة بتحقيق تطور الدول الإسلامية في مجالات العلوم الدينية والإنسانية والطبيعية والفنون والآداب، وتنمية المجتمعات المسلمة والقضاء على الفقر فيها، والنهوض بالتعليم والبحث العلمي؛ فضلا عن مواجهة التحديات التي تعانيها هذه المجتمعات، سواء تلك المتعلق بالتطرف والعنف أو التعصب والتحزب والطائفية.
ويهدف المؤتمر، الذي يحضره مشاركون من 150 دولة، من ضمنها المغرب، إلى تقديم خطاب فكري وشرعي يسد الفراغ الموجود لدى المسلمين في مختلف دول العالم، ويعالج تحدي الانتماء عند المسلم المعاصر، وينطلق من قيم التعايش ومواجهة التحديات التي تواجهها البشرية في كل مكان، سواء كانت متعلقة بالتغير المناخي أو مواجهة الأوبئة أو الفقر أو البطالة، وصناعة فرص للشباب.
يشار إلى أن المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة هو هيأة دولية غير حكومية، تم تأسيسها في 8 مايو 2018، وتتخذ من أبوظبي مقرا لها. وتنضوي تحته أكثر من 900 منظمة ومؤسسة إسلامية من 142 دولة.