رحل في صمت.. هل تكرم “أصيلة” الفنان الراحل “عنان” وتسمي احدى منشأتها باسمه؟؟
في صمت رهيب رحل منذ مدة قصيرة، عن مدينة أصيلة الفنان والمسرحي” محمد عنان” أحد رواد مسرح الطفل على الصعيد المحلي والجهوي والوطني، وهو الفنان الذي لم يحظى باهتمام كبير أثناء مرضه، وأثناء وفاته، رغم تميزه بنصوص مسرحية قوية، وبتأطير احترافي للأطفال والقاصرين مكنته يحظى بإشادة وطنية من طرف زملائه.
من يكون محمد عنان؟
هو محمد عنان من مواليد سنة 1947، بمدينة تارودانت، لينتقل بعدها رفقت أسرته إلى صحراء المغرب، وبالضبط مدينة كلميم حيت تربي فيها، قبل أن ينتقل مرة أخرى إلى مدينة تازة، حيث اشتد عوده هناك.
في بداية السبعينيات، التحق بقطاع التعليم كمعلم للغة الفرنسية، بنواحي تازة، وهناك بدء اهتمامه بمسرح الطفل حيث بدء يضع اللبنات الأولى لهذا النوع المسرحي.
عنان وأصيلة حكاية عشق لا تنتهي
في بداية الثمانيات التحق المعلم “عنان” بمدينة أصيلة، حيث عمل بها إلى حدود تقاعده كمعلم طول كثيرا بالمؤسسة التعليمية “محمد الإدريسي” المعروفة بمدرسة “بوشامة”، وفي سنة 1989 عم الى جانب عدد من أصدقائه على تأسيس جمعية اللقاء المسرحي بأصيلة، حيث عمل إلى جان أسماء كبيرة اشتهرت في المجال المسرحي والسينمائي بالمغرب، أمثال الفنان “عبد الإله فؤاد والأستاذ الكبير أحمد الدافري”.
وعرف الراحل بعشقه الأبدي لمدينة أصيلة، حيث أفنى حياته لخدمة المدينة وخدمة ساكنته عبر الفن، كرس حياته للأطفال عبر المسرح، حيث تشهد دار شباب بأصيلة عن حجم التضحيات التي قدمها من أجل الرقي بوعي الطفل الزيلاشي.
شهادات في حق “عنان“..
يقول أحمدا الدافري: “كان من أوائل من آمنوا بمشروعنا المسرحي في مدينة أصيلة سنة 1988، قبل أن يتبلور المشروع في السنة الموالية ويتحول إلى جمعية مسرحية بالمدينة، ساهم هذا الرجل في بنائها ووضع الأسس البيداغوجية لعملية تكوين الصغار واليافعين داخلها، إلى أن كبرت وأصبحت رافدا يمد الساحة الثقافية الوطنية برجال ونساء يحظون اليوم بوضع اعتباري هام، مارس التعليم وناضل من أجل ترسيخ قيم النضال الثقافي الفاعل في إطار من التواضع ونكران الذات”.
ابداعات عنان التي لا تنتهي..
اشتغل بجدية كبيرة، حيث أنتج مسرحيات عديدة للأطفال وفاز معهم سواء بإسم الجمعية أو بإسم مؤسسته التعليمية بعدة جوائز، ولعل من أبرز ما أنتج: “الأخطبوط _ورود تبحث عن مزهرية ـ رحلة الماء _ ويستمر البحت _ نحن هنا أين أنتم؟ _ ممنوع الحلم _حدائق اسبيؤيديس _ الحلم الجماعي _خطر اسمه التلوث _البحث عن الضوء _اسمي رحمة _ عطر الضوء __ جزيرة الشعراء…
كما عمل إلى جانب رفقه الأستاذ عبد الإله فؤاد في إخراج مسرحية للكبار أبرزها” أبجدية الاحتراق”، إذ تعتبر من أبرز وأكبر الأعمال المسرحية التي اشتغل عليها.
عنان ومبادرة خلق الفرجة في الشارع العام
لم يتوقف حدود الرجل هنا، فقد ساهم في الألفية الثانية، في خلق الفرجة والمتعة بمدينة طنجة، حيث ساهم الى جانب العديد من الفنانين، إلى تحويل ساحة الأمم بطنجة، إلى فضاء للفن على شاكلة دامع الفنا، حيث نجح في ذلك كأحد الأشخاص المساهمين في التنظيم، لكن المرض منه من مواصلة الإبداع..
من مرحلة الإبداع غلى مرحلة المرض والوفاة
تعرض محبوب ساكنة مدينة أصيلة، إلى مرض مزمن ألزمه الفراش، وهي المرحلة التي أبرزت للراحل مدى حب العديد من زملائه وأصدقائه له، بالمقابل تأكد من عدم الاهتمام البعض..
وبعد وفاته التي خلق حزنا كبيرا على مستوى المدينة، في صفوف العائلة وفي صفوف من تتلمذ على يده وفي صفوف من تعلم أبجديات العمل المسرحي بأصيلة على يده وفي صفوف زملائه وأصدقائه، يطرح السؤال هل يتم الاعتراف بمنجزات الرجل؟
هل لا يستحق ان تسمى إحدى المنشئات الفنية أو الحدائق بمدينة أصيلة أو على الأقل المنطقة التي عمل وعاش بها بإسم الراحل “محمد عنان”.