عرفت بـ “برلمانية”الفايسبوك”..هل نجحت “فيطح” في الترافع عن شمال المملكة؟

المختار لعروسي

مر ما يناهز 10 أشهر عن مرور الاستحقاقات الانتخابية “8 شتنبر” من السنة الماضية، وهي الفترة التي أفرزت انتخاب ابنة مدينة أصيلة المحامية “قلوب فيطح” كبرلمانية عن جهة طنجة تطوان الحسيمة في اطار “الكوطا” المخصصة للنساء بقبة البرلمان.

قلوب فيطح المحامية، المنحدرة من عائلة زيلاشية عرفت بإحتكارها لساحات ركن السيارات بمدينة أصيلة، لا يعرفها أحد سياسيا قبل الانتخابات، إلا أنها حظيت بدعم وثقة من طرف وزير الخارجية السابق “محمد بن عيسى”، الذي يترأس جماعة أصيلة لأزيد من أربعين سنة، خصوصا وأنه اختار الترشح لأول مرة بإسم حزب الأصالة والمعاصرة، بعدما كان يترشح لمدة تفوق 25 سنة كمستقل، حيث قام بتزكيتها لدى المكتب السياسي لحزب “وهبي”.

ان المتتبع للشأن السياسي، سوف يتفق أن فيطح التي دخلت عالم السياسة بالصدفة، تبصم عن أداء سياسي متميز، خصوصا وأنها لأول مرة تترشح في العملية الانتخابية.

فيطح المحامية التي تترافع دائما داخل أسوار المحاكم،  تعرف “من أين تأكل الكتف”، وتعرف جدا كيف تسوق نفسها، سواء من خلال اللجنة التي تتواجد فيها بقبة البرلمان، فهي دائمة الحضور والنقاش ، كما انها تحضر دائما لدورات مجلس النواب، بل سبق لها وان قدمت مداخلات  باسم الأغلبية الحكومية خلال الدورة الشهرية التي يتم مسائلة فيها رئيس الحكومة.

هذا التواجد والحيوية تتضح من خلال الأسئلة الكتابية والشفوية التي تطرح على وزراء حكومة الأغلبية، حيث دائما ما تروج في بعض المنابر الإعلامية أو عبر شبكات التواصل الاجتماعي، لكن هل فعلا تترافع عن الاشكالات الحقيقية والجوهرية التي تعاني منها ساكنة أصيلة؟ أم أن ترافعها عن أصيلة يغطي اللثام عن الاشكالات الحقيقية التي تعاني منها ساكنة أصيلة؟

فيطح فعلا طرحت أسئلة عن التكوين المهني وعن استمرار اغلاق دور الشباب وعن بطالة الشباب، لكن كل هذه الأسئلة الشفوية والكتابية، هي معرض تساؤل ساكنة ونشطاء مدينة أصيلة عبر شبكات التواصل الإجتماعي، لدرجة أن أحد النشطاء لقبها ببرلمانية “الفايسبوك”، نظرا لأخد كل الإشكالات المتعلقة بالمدينة من الفايسبوك، إذ أن الترافع عن هذه الاشكالات بشبكات التواصل الاجتماعي والمنابر الاعلامية تسبق دائما تدخلات البرلمانية المحترمة.

فيطح التي تحرص على التواجد في الأنشطة الإشعاعية محليا جهويا ووطنيا، وتحاول تسويق وجودها بشكل جيد، لم تنجح في الترافع عن مطالب ساكنة جهة طنجة تطوان الحسيمة، الجهة التي أولاها صاحب الجلالة محمد السادس عناية كبيرة، خصوصا أنها ضمنت مقعدا برلمانيا على مستوى الجهة.

بالمقابل نتساءل لماذا لا يتم الترافع عن الأولويات المتمثلة في الدفاع عن حق مستخدمي المخدرات، الهروين خصوصا، في العلاج الفوري على غرار باقي المدن المجاورة، خصوصا انها تنتمي لنفس الحزب السياسي الذي تنتمي له الأغلبية المسيرة لجماعة أصيلة وللمحلس الإقليمي بطنجة أصيلة والأغلبية المساهمة في تسيير مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، كما أنها لم تجرأ على فتح ملف البناء العشوائي بالمدينة، وملف الصحة العمومية وبنياتها التحتية وليس الإقتصار على المستشفى المحلي، وحق ولوج القاصرين المتعاطين للمخدرات للعلاج بالمستشفيات العمومية، والدفاع عن وجود أطباء في تخصصات عديدة، وعن وجود فرع للضمان الإجتماعي ، وغيرها من الملفات الحقيقية التي تعتبر أولوية حقيقية لساكنة المدينة التي تطمح للشغل أولا، ولولج الخدمات الصحية والتعليمية ثانيا بطريقة تحفظ كرامتهم.

 

هل تستطيع قلوب الإنتماء الى جيل السياسيين الشباب الذين ينصتون لنبض الشارع؟، لتكون بذلك برلمانية القرب، أم أنها سوف تنهج الخط الكلاسيكي وتكتفي بالأداء السهل وتهتم بتسويق نفسها فقط؟.

 

فيطح اليوم أمام فرصة ذهبية لتقوية قدراتها السياسية ومحاولة الإستفادة من التكوينات، حتى تكون في مستوى التواصل بشكل لبق تجمع من خلاله حسن التواصل والإستماع وحسن الدفاع والترافع عن المواطنين محليا جهويا ولما لا حتى وطنيا.

فهل تكذب قلوب قراءتنا وتمتلك جرأة كافية للنبش اولا في الملفات الحقيقية التي تدخل ضمن اختصاصاتها للترافع عليها من جهة؟ وتقوم بمواكبة ومتابعة الملفات التي سبق وأن طرحتها في قبة البرلمان من جهة ثانية؟. فأجوبة الوزراء وحدها لا تكفي دون تتبع حقيقي؟ وهل سوف تستفيد من إنتمائها لحزب سياسي يقود الحكومة الحالية، لخدمة مصلحة مدينة أصيلة والجهة.

 

الحلقة الثانية..يتبع