عباس السبتي نمودجا..ما هي حقيقة تمرد بعض الأطر التربوية على الأطر الإدارية بطنجة؟
مازالت بعض النقابات التعليمية في تصعيد مستمر ضد مديرة الثانوية التأهيلية “عباس السبتي، وذلك عبر اصدار بلاغ جديد لإحدى النقابات التعليمية تدعو فيها الى التصعيد حتى يتم انصاف الشغيلة التعليمية بهذه المؤسسة.
ففي الوقت الذي كانت فيه الشغيلة التعليمية بماهية أباء واولياء أمور التلاميذ والتلميذات، ينتظرون ترافع النقابات حول ملفات مطلبية قوية تساهم في تجويد المدرسة العمومية، من أجل استرجاع أدوارها التاريخية، تفاجأ عدد من متتبعي الشأن المحلي من تحويل هذه النقابات قوتها وشوكتها في تصفية الحسابات ما بين الأطر التربوية والإدارية.
لا يمكن إنكار وجود اختلاف في بعض الأحيان ما بين الإداريين في شخص مدير أو مديرة المؤسسة، وما بين الأطر التربوية، هذا الخلاف الذي من المفترض أن يكون خلافا مهنيا محضا حول تصور استراتيجي من أجل تقوية دور المؤسسة العمومية، وهو أمر محمود لأن الإختلاف في الرؤى دائما ما تفضي إلى نتائج محمودة، لكن الغريب أن يتم اسقاط المطالب الذاتية داخل مؤسسة تعليمية وتغليفها بغلاف المهنة.
معرض حديثنا يأتي في سياق الوضع أو الخلاف الكبير الذي اصبح يعرفه العادي والبادي بالثانوية التأهيلية عباس السبتي الثانوية .ومؤسسة الفرابي، وهو الخلاف الذي خرج من سياقه المهني ليتحول الى مرحلة تصفية الحسابات بشكل مغلف ومهيكل، وهو ما برز في بلاغ مشترك لست نقابات بإقليم طنجة أصيلة يطالبون فيها انصاف الأطر التربوية من ما سموه بـ شطط” مديرة الثانوية، قبل أن تعلن نقابة كونفدرالية الديموقراطية للشغل تبرأها عبر بلاغ سابق لها توصل “زيلاشي” بنسخة منه، في الوقت الذي كان ينتظر من هذه النقابات ان تنرافع وبشكل قوي عن تحسين العرض التعليمي بالإقليم، خصوصا أمام الاكتظاظ الحاصل في عدد مهم المؤسسات التعليمية، والترافع عن توفير الأمن بعدد من المؤسسات التعليمية والدفاع من أجل محاربة ترويج المخدرات بالمؤسسات التعليمية وتوفير النقل بالمداشر وغيرها من المطالب التي تهم الشغيلة أيضا، الأمر الذي يؤكد أن هناك دوافع خفية في هذه الخطوة المشتركة، خصوصا ان عدد مهم من هذه النقابات لها انتماءات وتوجهات سياسية.
مصدر تربوي من داخل مؤسسة عباس السبتي، أكد لموقعنا، ان الإختلالات التي يتحدث عنها البعض لاصحة له من الأساس، لأن الوقائع التي يتم نسجها لا وجود لها من الأصل، فإنجازات التي أنجزت بالمؤسسة في عهد المديرة الحالية تفند كل الادعاءات التي تسعى إلى خلق احتقان كبير داخل أوساط المؤسسة خاصة أن الخلاف تحول الى صراع قد يؤدي الى التفرقة بين المهنيين بذات المؤسسة.
ذات المصدر أكد أن الخلاف أو الصراع الذي قد يحدث بمؤسسة تعليمية ما، ما بين الإطار الإداري والتربوي، يجب أن يحل بمسطرة قانونية، مما يعني أن الأساتذة الذين لجئوا الى وسائل الإعلام عوض سلوك مسطرة إدارية وقانونية، يسعون إلى الضغط من أجل الاستبداد وتحقيق مطالبهم الذاتية، وهي مطالب لا تراعي مصلحة التلميذ.
وأضاف مصدرنا، أن اقحام عون سابق تم الاستغناء عنه بعد الخروقات التي سجلت ضده وخروجه للإعلام من أجل الحديث وطرح أشياء لا يقبلها العقل، يؤكد أن ما يدور بالمؤسسة أكبر من خلاف مهني، أو رفض شطط في استعمال السلطة، لأن كل هذا لا يعطي الحق في استغلال التلاميذ واقحامهم في الصراع وتحريضهم ودفعهم للخروج الى الشارع من أجل الاحتجاج، في الوقت الذي يجب أن يكون شغل الشاغل لهؤلاء التلاميذ هو التحصيل العلمي مع الدفاع عن حقوقهم إن كانت ضرورة ذلك.
ان ما يقع اليوم بثانوية عباس السبتي، وما يقع في مؤسسات تعليمية أخى مثل الفرابي وعبد المومن السبتي هو اجهاض للمجهودات المبذولة من طرف باقي الأطر التربوية والإدارية بالمؤسسة، كما تعتبر محاولة اقبار أو اضعاف دور المديرية الإقليمية للتعليم بقيادة السيد “رشيد ريان”، الذي يحاول توفير كل الشروط من أجل الرفع من جودة التعليم العمومي، لهذا اصبح دور المديرية الإقليمية في ردع مثل هذه السلوكيات أمرا أساسيا لا يجب التنازل عنه، حتى لا يتم تعميم التمرد التربوي المقرون بمالح خاصة على المصلحة الفضلى للتلميذ، فهل سوف تتدخل المديرية الإقليمية للتعليم بشكل عقلاني من أجل إحتواء الأمر؟ أم لغة الصمت سوف تظل العنوان الرئيسي.