بن عيسى يفوز بجائزة بطرس غالي في مجال الديبلوماسية والسلام

تسلم  ، وزير الخارجية والثقافة المغربي الاسبق والأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة “محمد بن عيسى” ، مساء يوم أمس الاحد 28 نونبر الجاري ، في القاهرة “جائزة الإنجاز في مجال ديبلوماسية حل الصراعات، والديمقراطية وحقوق الإنسان”،التي تمنحها مؤسسة ” كميت بطرس غالي للسلام والمعرفة ” ، وذلك خلال الحفل السنوي الذي نظمته المؤسسة .
وجاء في قرار لمجلس امناء المؤسسة أن منح الجائزة لبن عيسى جاء تقديرا لدوره المتميز وإسهامه في مجال الدبلوماسية وثقافة السلام.
وحيت المؤسسة تفاني وتفوق بن عيسى في عمله مما جعله يحتل مكانة مقدرة دوليا .

تجدر الاشارة الى ان توزيع جائزة الدكتور بطرس غالي تصادف هذه السنة مع الاحتفال بمائويته .
وقال بن عيسى ، في كلمة بالمناسبة ، إن تأثره بهذه الالتفاتة الكريمة يتخذ معنىً وبعداً مضاعفاً، نظراً لمكانة ورمزيةِ المؤسسة المانحة للجائزة ، واعتباراً للقيمة الاستثنائية للشخصية الفذَّة التي تحمل هذه الجائزة إسمَها.

رجل الدولة المتعلق بقيم الشعب وثوابت الدولة

ووصف بن عيسى بطرس غالي بأنه ” رجلِ الدولة الذي منح لوطنه مصر كل ما يقتضيه واجب الإخلاص والوفاء، وظل تعلقه بقيم الشعب وثوابت الدولة في مصر، تعلقاً راسخاً ومتأصلاً “.
واستحضر بن عيسى بعض ذكرياته عن الرجل ، الذي جمعته به علاقات طيبة ، اتسمت بالود والتقدير .وقال ” عرفته في مراحل مهمة ودقيقة وغنية من مساره الزاخر بالحضور الوازن وبالعطاء الوفير”.

جانب من حفل تسليم جوائز بطرس غالي

لن عيسى قائلا :” خبرت معدنه الأصيل، سواء وهو يتولَى مهامه كوزير للدولة في الشؤون الخارجية بدولة مصر الشقيقة، أو حين أصبح أمينا عاماً لمنظمة الأمم المتحدة، أو حين عاد لمواصلة عمله الثقافي، على رأس المنظمة الدولية للفرنكوفونية بباريس”.

 

وذكر بن عيسى ايضا ” عرفت فيه أيضا رجل دولة بشخصية قوية، وكاريزمية جاذبة، وقدرت فيه دائما صموده وثباته على المبادئ، ووفاءه للقناعات الحقوقية التي آمن بها في حياته، كما في عمله”.

محمد بن عيسى لدى تسلمه الجائزة وتبدو الى جانبه الفنانة يسرى

وقال بن عيسى “سنستحضر دوما مساعيه وجهوده المتواصلة، وهو أمين عام للأمم المتحدة، من أجل كل القضايا الإنسانية الكبرى، ولاسيما اهتمامه الشديد بقضية فلسطين، وانشغاله القوي بالأزمات والمعضلات ومظاهر المعاناة الإنسانية في عدد من مناطق القارة الإفريقية”، مشيرا الى ان العارفين بسيرته، يشهدون له بشجاعته في الدفاع عن قيم الحق والعدل والكرامة الإنسانية. ومن ذلك على سبيل المثال وليس الحصر، إصراره على نشر تقرير الأمم المتحدة حول “مجزرة قانا”، التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية في لبنان عام 1996، رغم اعتراض قِوى دُولية عظمى على نشر ذلك التقرير. فكان ما كان بعد ذلك، مما سيكتبه التاريخ من وقائع وأحداث، عن مواقف الرجل في المراحل الصعبة والحرجة، التي تُختبر فيها الإرادات الصلبة.

واستحضر بن عيسى صورةٌ طريفة إلى جانب الراحل بطرس غالي، وهو وزير للثقافة في الحكومة المغربية. وقال ” عند ترشحه، رحمه الله، لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة، لم يتأت الحصول على أغلبية الأصوات المطلوبة، رغم عدة دورات للتصويت من لدن أعضاء مجلس الأمن الخامس عشر”.
واضاف بن عيسى “تبين أن مفتاح الحسم يلزمه صوت واحد فقط، هو صوت جمهورية الزايير (جمهورية الكونغو الديمقراطي حاليا)،التي كان يقودها الرئيس الراحل موبوتو سيسيكو. فكان أن اتصل الرئيس حسنى مبارك رحمه الله بجلالة المغفور له الملك الحسن الثاني طالبا تدخله لدى الرئيس موبوتو، بحكم الروابط الشخصية المتينة بينهما، لأجل تصويت الزايير لصالح بطرس غالي، وهو ما استجاب له ملك المغرب، وتم المراد على النحو المطلوب”.

بن عيسى : ابلغته انه اصبح امينا عاما للامم المتحدة فقال “انت بتهزر ”

وارتباطا بنفس الموضوع، قال وزير خارجية المغرب الاسبق “إن هناك تفصيلة بسيطة ساقتها الأقدار صدفة، ولكنها تعكس الأخوة المغربية – المصرية.فقد حدث أن كنَّا معاً في مؤتمر قمة “شايو” للفرنكوفونية، حيث تشرفت خلال أشغالها، بتمثيل جلالة الملك الراحل الحسن الثاني، في حين كان المرحوم بطرس غالي يمثل الرئيس حسني مبارك، وكان لنا قبل تناول الغذاء، اجتماع  في مركز المؤتمرات التابع للخارجية الفرنسية،  الذي كان يقع في شارع كليبر بباريس”.

بن عيسى يلقي كلمته بالمناسبة 

وذكر بن عيسى ” أن العزيز الراحل بطرس غالي، كان يتحدث مع رئيس الجمهورية اللبنانية إلياس الهراوي، حين تم التصويت في نيويورك على شخصه، كأمين عام للأمم المتحدة، وبلغني الخبر عبر مصادري الخاصة قبل أن تتناقله وكالات الأنباء العالمية. فدلفت نحوه بكل فرح لأزف إليه الخبر الطيب فردَّ علي رحمه الله بقوله: “إنت بتهزر؟”، لكنَّه سرعان ما شعر من خلال نبرةِ كلامي وملامح وجهي، أن الأمر كله جد في جد. وكم كانت فرحتنا كبيرة بوصول أول عربي وإفريقي، إلى تولي أرفع منصب أممي”.
ومرَّت السنوات، يقول بن عيسى ، “وبقيت ذكريات طيبة أخرى تجمعنا. وحين أصبحت وزيرا للشؤون للخارجية والتعاون في حكومة بلدي، كان الراحل العزيز بطرس غالي، يشغل مهامه على رأس المنظمة الدولية للفرنكوفونية، خلفا للرئيس السنغالي المغادر عبدو ضيوف، فلم ينقطع تواصلنا”.

وأعلنت المؤسسة ،خلال الحفل ، عن الفائزين بجوائز التفوق الجامعي والعلمي في مجال القانون الدولي والعلاقات والنظم الإفريقية في الجامعات المصرية.ويتعلق الامر بالطالبة حبيبة طارق لحصولها على أعلى درجة بالشعبة الفرنسية بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وكرليس أنيس الحاصل على تقدير امتياز مع مرتبة الشرف بالشعبة الإنجليزية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية.
وبشأن جائزة الدراسات الإفريقية، فاز بالمركز الأول الدكتور إسلام محمد، وبالمركز الثاني الدكتورة عبير محمد.أما بالنسبة لجائزة القانون الدولي ففاز بالمركز الأول الدكتور محمود الشرقاوي، وبالمركز الثاني الدكتورة هبة سلامة أبو كليلة.