هل أثرت معركة “تكسير العظام”بين “جبابرة” أصيلة سلبا على أداء المجلس الجماعي؟

على ما يبدو، أن مدينة أصيلة، التي يعتبرها العديدون مدينة استثنائية في التسيير الجماعي، لعدة اعتبارات وعوامل، لا يسعنا المجال هنا لذكرها، قد دخلت مرحلة الصراع او معركة تكسير العظام من أجل فرض الذات.

صراع الجبابرة ، إذن بجماعة أصيلة، قائم  بين ممثل رئاسة المجلس الجماعي المفوض له  وبين إطار إداري، كان يعتبر نفسه المالك أوالمسير الشرعي للجماعة، والغريب أن هذا الصراع أساسه عدم الإلمام أو الفهم الحقيقي للفرق الموجود بين الصلاحيات والاختصاصات، وأين ينتهي دور كل واحد منهم.

فالعضو المنتخب المفوض له عدد من الصلاحيات والاختصاصات ، اكتشف مع مرور الوقت أن مجموعة من الصلاحيات التي يجب أن يقوم بها، لا يمارسها، لأن الموظف السامي اعتاد القيام بها وهنا بدأ يلعب دور المنتخب، وهو الأمر الذي تبين بالملموس، لدرجة أنه ألغى دور رؤساء بعض الأقسام، فهو الأمر الناهي،  في عدد من الاختصاصات رغم أن ذلك ليس من حقه.

خلافات كثيرة، وصلت لحد فرض الذات في بعض الأحيان والتوظيف غير المباشر لبعض الموظفين فيها، مما أدى  إلى انقسام خفي وغير معلن عنه، بين بعض المستشارين المنتميين للأغبية ويمتلكون وجهين هنا وهناك، كأنك بسوق “عكاض”، الأمر الذي أثر سلبا على أداء المجلس.

فالمعلومة وانتشارها داخل أروقة الجماعة وتوفير الضروري منها سواء للمنتخبين أو الموظفين أو المواطنين، بدأت تحتاج مجهودا إضافيا بل مجهودا خرافيا، وإن كان بعض المنتخبين من الأغلبية يدافعون على الحق في سرية المعلومة، الأمر الذي يتناقض كليا مع الدستور المغربي الذي ينص على الحق في الحصول على المعلومة.

هذا الصراع لا يمكن حصره في جبروت وطغيان الموظف السامي، بل حتى أحد نواب الرئيس الذي تحمل المسؤولية داخل المجلس الجماعي لأول مرة في حياته،  يتحمل جزءا كبيرا ومهما من المسؤولية، وربما هذه المسؤولية كانت نتيجة تخلي النائب الأول السابق للرئيس عن بعض اختصاصاته سواء بشكل مقصود أو بدون وعي جهلا بالاختصاصات والصلاحيات الممنوحة له.

أصيلة تعيش على صفيح ساخن، داخل أروقة الجماعة، لدرجة أن البعض عوض أن ينشغل بكيفية الإعداد للموسم الصيفي الذي لا تفصلنا عليه إلا أياما قليلة، أصبحوا  منهمكين في هذا الصراع الذي ربما سوف ينتهي بما لا يحمد عقباه.

وأمام هذا الوضع الذي سردنا جزءا صغيرا منه لعدة اعتبارات، هل يتدخل رئيس المجلس الجماعيمحمد بن عيسى” لإعادة الأمور إلى نصابها في أقرب وقت؟ خصوصا أن الفترة الحالية تميزت ببطء شديد في تنفيذ بعض المشاريع وفق ما أكده لنا عدد من متتبعي الشأن السياسي المحلي بأصيلة.