سقوط رئيس الاستعلامات العامة بطنجة
كشفت التحقيقات التي أجرتها الضابطة القضائية بمركز “بسيج”بسلا، أن عميد ممتاز كان يترأس المصلحة الولائية للاستعلامات العامة بولاية أمن طنجة، له علاقة ببارون التهريب الدولي “حموناعايشة”، وأن الأخير صرح تمهيديا بأنه كان يسلمه مبالغ مالية كرشاو تتراوح ما بين 1000 درهم و2000 على فترات متفاوتة وذلك لكسب وده وتفادي إيقافه.
تصريحات البارون أكدتها عمليات التقاط المكالمات الهاتفية التي كان يجريها العميد الممتاز (ط.ز) مع المهرب الدولي للمخدرات، والتي تظهر أنه كان يزوده بمعلومات مهمة بخصوص تحركات رجال الأمن وكذا مسار ونتائج البحث بخصوص قضايا المخدرات الجارية بطنجة.
شبكة مخدرات عابرة للقارات، هربت عشرات الأطنان من الشيرا عبر موانئ أكادير وطنجة وسواحل العرائش. أطلق عليها اسم “ميسي”، نسبة إلى لقب رئيس أمن إنزكان، التي سقط فيها، وأدين ابتدائيا ليخرج منها بريئا.
ولمناسبة رمضان تعيد “الصباح” تركيب القصة، بعد النطق بالحكم استئنافيا على ما يزيد عن 72 متابعا.
اعتبرت الواقعة من أكبر الشبكات التي سقط فيها رؤساء مناطق إقليمية وأمنية ورؤساء للاستعلامات العامة والشرطة القضائية والهيأة الحضرية، من شمال المغرب إلى جنوبه. ووجد مسؤولون أمنيون كبار إلى جانب آخرين بالجمارك والإدارة الترابية، أنفسهم في موقف محرج، بعدما فضحتهم خبرات تقنية على هواتفهم وتصريحات بارونات كبار للمخدرات، كما سقط بعدهم ضباط سامون للدرك.
والغريب في الأمر حينما واجه ضباط المكتب المركزي للأبحاث القضائية العميد الممتاز بهذه المعطيات، اعترف أنه كان على علاقة بالبارون “حموناعايشة” رغم علمه المسبق بنشاطه في ميدان تهريب المخدرات وأنه يشكل موضوع العديد من برقيات البحث على الصعيد الوطني. وكشف المسؤول الأمني أنه تعرف عليه عن طريق شرطي (ع.ل) يعمل بفرقة الأحداث والتحريات بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية بطنجة، والذي طلب منه غض الطرف عن نشاط البارون الإجرامي المتمثل في التهريب الدولي للمخدرات، ولاستمالته أشار له أن المهرب يتسم بالكرم والعطف، الأمر الذي أجج أطماع رئيس المصلحة الولائية للاستعلامات العامة، وزد البارون برقمين هاتفيين خاصين به.
ولم يجد العميد الممتاز إحراجا بالإقرار في ربطه اتصالات هاتفية مع المهرب، وأصبحا يلتقيان بين الفينة والأخرى بأماكن مختلفة بطنجة، مؤكدا أنه كان يسلمه مبالغ مالية تتراوح ما بين 1000 درهم و2000 كرشوة، كما كان يقدم له هدايا وذلك مقابل تغاضيه عن نشاطه الإجرامي وإخطاره بتحركات رجال الشرطة حتى لا يسقط في قبضة الأمن.
والمثير في الفضيحة أنه بعد اعتراف الكومسير بهذه العلاقة مع حموناعايشة” وعرض ضباط “بسيج” أمامه مضمون المكالمات الهاتفية التي تم استخراجها، واصل المسؤول الاستعلاماتي اعترافاته بها، مشددا أن المكالمات الهاتفية تعود له، وكان يخبره فعلا بقضايا المخدرات التي كانت تروج بطنجة، أو حول تحركات رجال الأمن، مشيرا إلى أنه كان يزوده بمستجدات ملفات المخدرات، كما كان يزوده بحركية وتنقيلات مسؤولي الأمن على صعيد ولاية أمن عاصمة البوغاز، كما كان يزوده بكافة المعلومات الضرورية لتمكينه من الإفلات من قبضة العدالة.
اعترف رئيس المصلحة الولائية للاستعلامات العامة بولاية أمن طنجة، تلقائيا بالاتهامات المنسوبة إليه أمام ضباط المركز القضائية ولم يتملص منها عكس باقي المسؤولين بالعرائش والمضيق وإنزكان، الذين تجاهلوا وسائل الإثبات المقدمة ضدهم، ضمنها تصريحات البارونات واستخراج مضمون المكالمات الهاتفية.