وقع في غرام طنجة..منضور من “جندي أمريكي” سابق الى رجل الأعمال خلق الحدث

لعله طائر الفينيق الذي ينبعث من الرماد، ليؤمن بتحقيق حلمه الصغير، حلم خدمة الوطن عن طريق الجمع بين الاستثمار والدعم الرياضي، هو حلم وردي صعب عند الكثيرين،  لكنه سهل عند  ابن مدينة دار البيضاء العاشق لعاصمة البوغاز مدينة طنجيس أو طنجة، كيف لا وهو العاشق لكل تفاصيل هذه المدينة المغرية والجذابة بتاريخها وحضارتها وثقافتها.

يوسف منضور أو “ميستر جو” كما يحلو للعديد مناداته، ولد بالدار البيضاء سنة  1981، لينتقل الى مدينة صفروا ويعود لمسقط رأسه مرة أخرى، بين الرحيل والعودة قصة شاب موشومة بالحب والعطاء وتحقيق الذات، إلا أن “يوسف الذي أنهى دراسته الثانوية بوطنه المغرب، لم ينسى أن بزوغ شمسه، لا يتأتى إلا برعاية وحب وتعليم والدته، إذ يقول يوسف “”أمي امرأة رائعة. التعليم الذي منحتني إياه والشعور بالمسؤولية الذي زرعته بي منذ نعومة أظافري جعلني هذا الشاب الطموح والمستقل للغاية “.

بعد حصوله على شهادة الباكالوريا، اقتنع تماما أنه لا يجب الاهتمام بنجاح والده، بل يجب التركيز في أهدافه المسطرة مسبقا، حتى يتمكن من تحقيق مسعاه، هذا المسعى لم يكن يتحقق لولا قراره القاضي بالالتحاق بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث اشتد عوده هناك.

ميستر جو كرس شعار “دعونا نفكر دعونا ننمو”

ليس من السهل أن تقتنع بأفكارك وأنت في ريعان الشباب لم يشتد عودك بعد، وتؤمن بأنه لتصل وتكبر يجب أن تبدء صغيرا لكن بأحلام كبيرة، هذه الأحلام لن تتأتى إلا بتكريس شعار “دعونا نفكر دعونا ننمو”، نفكر من اجل الذات وننمو من أجل تحقيقها.

يوسف  كان هدفه أن يذهب  لإستكمال مسار دراسته بأمريكا، لكن لم يكن يتوفر على الوسائل المادية التي تمكنه من ذلك لهذا قرر السفر بتأشيرة سياحية، لكن كان واع أن ذهابه لهذا البلد هي بداية تحقيق أحلامه فبحث عن العمل، حيث عمل في جل المجالات .

منظور وعى جيدا، أن تحقيق الذات في بلد ليس بلدك وفي موطن تختلف ثقافته عن موطنك، لا يتحقق إلا من الإطلاع والتمكن من الثقافة البلد المضيف وهنا البلد المضيف للسيد منظور هي الولايات المتحدة الأمريكية، فكان ما كان وتمكن من تملك الثقافة الأمريكية ومعرفة مكونات هذا المجتمع المختلفة تماما عن ثقافة البلد الأم”.

من مستخدم إلى جندي أمريكي. بوابة منضور في  تحقيق الحلم

طموح منضور تفوق واقعه، فهو لم يعد راض بعمله كموظف صغير في إحدى المهن، ولم يعد راض بمستواه الأكاديمي، فالرجل الذي أتى من “كازا” باحثا عن الذات، بدء يخطط لنفسه مسار حياته، حيث إختار  استكمال دراسته العليا، فور التحاقه  بالجيش الأمريكي، لأن الجندي الأمريكي له الحق في متابعة تكوينه الأكاديمي  بدون تكاليف مادية.

منضور يعتقد أن هذه المرحلة هي أهم مرحلة في حياته، فهي القنطرة التي تسمح له تطوير مواهبه وصقلها وتنظيمها وإخراجها من حالة اللاتنظيم والفوضى إلى مرحلة النضج

منضور “طائر الفينيق” الذي غير مساره

لم تكن التجربة التي مر منها يوسف منضور كجندي، أن تمر مرور الكرام دون أن يتبناها في حياته، خصوصا عامل الانضباط والتنظيم وروح الفريق والشعور بالشرف والنزاهة والالتزام.

فبعد حصوله على إجازة في العلاقات الدولية ، ترك الجيش وقام بتأسيس شركته التي لم يقطع من خلالها علاقته بتجربته مع الجيش، حيث  قدم خدمات لوزارة الدفاع والحكومة الأمريكية.

منضور لم يعد يترك شيئا للصدفة، فكل شيئ يجب ان يكون مدروسا بشكل غير عادي، مدروسا لكي يقدم الأفضل لعملائه، مدروسا لكي يحقق طفرة نوعية في مسار تغيير حياته، الأمر الذي جعله يحقق نجاحا باهرا في شركته Sanford Federal، التي تعمل في قطاع الخدمات اللوجستية على مستوى العالم لتلبية احتياجات عملائها الرئيسيين، حكومة الولايات المتحدة. “من الاستحواذ والجاهزية المادية إلى الإدارة الكاملة لسلسلة التوريد.

وفي هذا الصدد يقول منضور:” إن فريقنا قادر على نشر ودعم حكومة الولايات المتحدة في مهمتها، أينما كانت”، كما أوضحنا في Sanford. لكن نطاق اشتغالنا  لا يقتصر على الخدمات اللوجستية، بل إنه يقدم أيضًا خدمات الأمن السيبراني. “، ويضيف قائلا:” لهذا يعتمد فريقنا على خبرتنا في مجال الأمن السيبراني لتزويد حكومة الولايات المتحدة بالأدوات التي تحتاجها لحماية بلدنا من التهديدات الخارجية والمحلية. لقد طورت Sanford نهجًا متكاملًا للأمن السيبراني الهجومي والدفاعي، ”

يقدم الرئيس التنفيذي شركته المتعددة التخصصات كما يشاء تسميتها. كما تنشط سانفورد في مجال تكنولوجيا المعلومات، وتقدم خدمات تتراوح من التصميم والتطوير إلى التثبيت والتقييم من خلال إدارة الشبكة والخادم، ودعم البنية التحتية، وتطوير البرمجيات، والحوسبة السحابية، وتنشيط وتطوير الواجهات والمواقع الإلكترونية.

منضور من شاب طموح بأمريكا الى رجل أعمال بالمغرب

على ما يبدو أن عامل التحدي، أصبح عنصرا أساسيا في مسار الشاب الأمريكي المغربي، فمنضور أبى إلا أن يزدهر ويتطور في التحديات. الأمر الذي يجعله دائما يحقق الأفضل في مسار حياته.

فثقافة التحدي أصبحت وصفة لدى رجل  الأعمال “المغربي الأمريكي”، الأمر الذي دفع ميستر جو أن يفكر في اقتحام مجال الأعمال بالمغرب، وبالضبط بالمدينة التي عشقها لحد الجنون بها طنجة.

فقد تم تأسيس  فرع في طنجة،  إذ تم  توظيف لحدود الساعة ما يقارب 250 موظفا. ليصبح هذا الاستثمار  بمدينة “بوابة افريقيا”، كبوابة  لاستثمار اخر في مدينة الداخلة الذي يعتزم توظيف حوالي 500 موظف بها في غضون خمس سنوات.
الرجل يريد ان يكون سفيرا بين البلدين، لكن مصطلح السفير هنا، لا تتعلق بما هو سياسي، بقدر ما تؤكد على دوره في فتح علاقات دبلوماسية في مجال الأعمال، إذ يتعهد بجلب الاستثمارات الأمريكية للمغرب من خلال فتح فروع جديدة.

منضور.. رجل الأعمال الذي اقتحم مجال الرياضة عبر بوابة “هيركوليس”

قصة منضور على ما يبدو، لن تنتهي هنا بل بدأت للتو، بدأت عندما فاجأ الكل وحاول اقتحام المجال الرياضي، في لحظة عصيبة كانت تمر منها مدينة طنجة وعبرها ناديها اتحاد طنجة لكرة القدم.

الجماهير تطالب برحيل “مكتب أبرشان”، والصمت يطال الرياضيين ورجال الأعمال، فلا أحد يريد تحمل مسؤولية تسيير النادي، ليحط طائرنا جناحيه بشكل مطمئن، جناحين فتح من خلالهما نقاشا حول إمكانية وجود شباب قادر على تحمل المسؤولية، فكان ذلك وأعلن عن رغبته في قيادة سفينة الإتحاد، فهناك من دعم وهناك من تخوف وهناك من انتقد، لكنه استطاع خلق جو صحي، لدرجة بروز بعض الأسماء الأخرى التي أعلنت عن رغبتها في التسيير، لينجح بذلك منضور في فتح نقاش عمومي حول كيفية ورؤية تسيير ناد رياضي. إلى أن رست الأمور عند المكتب الحالي المسير للنادي، والذي على ما يبدو ان منضور لا يخفي تشجيعه لهم.

رئيس إدارة شركة  FARSTAFFORD، لم يقف دوره هنا، بل ركب قطار التحدي من جديد، وقرر هذه المرة الدعم الفعلي للرياضة الطنجية، لكن بروح المغامرة، حيث قرر دعم نادي هيركوليس لكرة القدم الشاطئية، وهو ناد حديث التأسيس يلعب بالبطولة الجهوية، لكنه يمتلك شخصية البطل ويؤمن بالعمل الجماعي.

دعم يوسف لهيركوليس، هذا الاسم الذي يعشقه الكبير والصغير بمدينة طنجة، يعبر عن روح المغامرة والاستثمار، فالرجل يعي جيدا أن الكرة الشاطئية بالمغرب لا تحظى باهتمام كبير، وأن الفريق الذي  يدعمه ليس بالفريق المشهور والمعروف بالمدينة، لكن هذه المعيقات أو التخوفات يحولها منضور الى نقط القوة، ليعد ان الدعم المادي لهذا النادي سوف يحقق مفاجأة للكل، وسوف ينقش اسمه في الرياضة المحلية، فهل سينجح في ذلك؟