أصيلة..مناسبة عيد الفطر تعيد حبل الوصل بين الأسر و”فران الحومة”
بمناسبة شهر رمضان الكريم، ومع اقتراب عيد الفطر، ، تعيد الأسر الزيلاشية ربط الحنين مع “فران الحومة”، الذي كان وما يزال حلقة أساسية في الحفاظ على التقاليد والعادات.
فالفران التقليدي ورغم تراجع عدده بأصيلة، إلا أنه يعد مرفقا ضروريا خصوصا عندما يتعلق الأمر بمدينة مثل أصيلة مديثة عثيقة وضاربة في القدم، إذ تعتبر مهد الحضارات،الأمر الذي يجعل من الفرن التقليدي ميزة من مميزات البنية المعمارية والموروث المادي، بل هناك الكثير من الأحياء التي عرفت بأسماء أفرانها.
لكن مع التطور العمراني وظهور اختراعات جديدة يسرت للناس سبل الحياة، لم يعد لفران الحومة تلك الأهمية الكبيرة داخل الأحياء، واستعاض الناس عنه بأفران منزلية عصرية لطهي الخبز والحلويات والخضروات وطواجين السمك، إلا أن “شهيوات رمضان” تعيد الناس من جديد للإقبال على خدماته التي تعتبر ضرورية في المطبخ المغربي التقليدي.
تغير نمط عيش الساكنة وبروز أفران كهربائية حديثة وشيوع نمط معماري عصري وانتعاش قطاع المخابز العصرية لاسيما بالأحياء الجديدة، هي من بين عدة عوامل ساهمت في تراجع قطاع الأفران التقليدية بشكل عام، وإن كان الطلب على خدماتها ما يزال مرتفعا ببعض الأحياء الشعبية أو بالنسبة للراغبين في تحضير بعض الوجبات التقليدية.
فخلال شهر رمضان ومع اقتراب عيد الفطر، يصبح الإقبال كبيرا على الفرن بمدينة أضيلة، الأمر الذي يفرض على “مول الفران” أن يغير توقيت العمل الاعتيادي للاستجابة لزيادة الطلب على خدماته، كما أنه مطالب بمضاعفة جهوده ليدقق العمل ويقلل من هامش الخطأ، والحرص على الإتقان حتى تكون المخبوزات والمطهيات والحلوى في مستوى الجودة وتطلعات ربات البيوت.
ففي مدينة أصيلة وبالضبظ بحي سيدي والو نجد هناك فرن تقليدي قديم جدا يعود لعقود من الزمن، يدعى بفرن بركيدم، حيث تجد با محمد بإبتسامته المعهودة يستقبل زبنائه بفرح كبير ويبدل كل ما في جهده من أجل ارضاء الكل.
با محمد في دردشة خص بها هيئة تحرير الجريدة الإلكترونية “زيلاشي”، أكد ان الإقبال يتزايد على الفرن التقليدي بأصيلة، خصوصا مع مناسبة عيد الفطر الأمر الذي يتطلب منه مجهودا اضافيا ليلبي طلبات الزبناء، بالشكل الذي يرضيهم.
وفي هذا الصدد، يستحضر رشيد، من ساكنة “سيدي والو”، ذكريات الطفولة مع فران الحي والذي ما زال يلجأ إليه حتى الآن لإعداد الخبز والحلويات وبعض الوجبات، كما يقتسم معه سكان الحي إفطار رمضان عرفانا بتفانيه في العمل وحرصه على خدمتهم إلى غاية أذان المغرب.
والجميع يتساءل عن سر لا يعرفه إلا “معلم الفران”، وهو قدرته على تمييز خبز الزبائن وهو ما يزال في “بيت النار”، إذا نادرا ما يخطئ في إعادة الخبز إلى أصحابه.